⚠️ هذا نموذج مقترح للتصحيح من SamaBac، ولا يُمثل التصحيح الرسمي الصادر عن مكتب الباكالوريا.
✅ الموضوع 3 – شرح نص فلسفي:
النص للفيلسوف: ابن رشد
المجال: فلسفة المعرفة – العلاقة بين الفلسفة والدين
✅ المقدمة:
يرتبط الإنسان منذ وجوده بحب المعرفة والبحث عن الحقيقة، وقد مثّلت الفلسفة أحد أهم أدوات هذا البحث العقلي والمنهجي. لكنّها كثيرًا ما واجهت رفضًا من بعض الاتجاهات الدينية بدعوى أنها قد تضلّ البعض، خاصة من « الطبقات الدنيا » فكريًا. في هذا النص، يُدافع ابن رشد بقوة عن حق الإنسان في الفلسفة، ويُبيّن أن منعها ظلم فكري يُشبه منع الماء عن العطشان.
فما الذي يريد ابن رشد الدفاع عنه في هذا النص؟ وكيف يبرّر ضرورة الفلسفة؟ وهل يمكن أن يكون الضرر الناتج عن الفلسفة سببًا كافيًا لمنعها؟
🧠 شرح مفصل لمضمون النص:
1. عرض أطروحة النص:
ابن رشد يُدافع عن الفلسفة ويقول إن من يمنع الناس من دراسة كتب الحكمة (الفلسفة) بحجة احتمال ضلال البعض، مثل من يمنع العطشان من شرب الماء لأن البعض قد يحترقون به.
بمعنى أوضح: الضرر الذي قد ينجم عن الفلسفة أمر عرضي وليس جوهريًا، ولا ينبغي أن يُمنع بسبب هذا الضرر الجزئي.
2. الحجج والاستدلالات في النص:
-
حجة القياس التمثيلي (المجاز القوي):
يقارن الفلسفة بـ »الماء العذب البارد »، ويُشبه من يمنعها بمن يمنع الماء عن الناس فيُميت العطاشى، لأن قلة من الناس قد لا يحسنون استعمالها.
⇒ حجة عاطفية وعقلية تُظهر أن الضرر المحتمل لا يُبرّر المنع التام. -
تمييز بين الضروري والعرضي:
-
الاحتراق بالفلسفة (الضلال) أمر عرضي (يحدث أحيانًا لبعض الجهلة).
-
أما الجهل الناتج عن منع الفلسفة فهو ضروري ومؤكد.
⇒ إذًا، من الأفضل السماح بها مع مخاطرها، بدلًا من منعها والتسبب في الجهل العام.
-
-
حجة التعميم والإنصاف:
يرد على من يتّهم الفلسفة بأنها تضلّل، قائلًا: حتى الفقهاء أنفسهم يستعملون الفقه للدنيا وليس للدين.
⇒ إذًا، لا يجوز الحكم على علم بأفعاله العرضية، لأن كل فن قد يُساء استخدامه.
✅ الفكرة العامة للنص:
ابن رشد يدافع عن ضرورة دراسة الفلسفة، ويُؤكّد أن الأخطاء الناتجة عن فهمها الخاطئ لا تبرّر منعها، بل ينبغي تعليمها ضمن ضوابط عقلية وشرعية، كما لا يُمنع الطب أو الفقه لأن البعض يسيئون استخدامه.
✅ الأطروحة الفلسفية المقابلة:
بعض التيارات ترى أن الفلسفة قد تُسبّب الشكوك العقائدية، والبعد عن الإيمان البسيط، ولهذا تُفضّل الاكتفاء بالعلم الشرعي فقط. لكن ابن رشد يُفنّد هذا التصور، ويؤكّد أن الفلسفة لا تعارض الدين، بل تُكمله بالعقل.
✅ التركيب والخاتمة:
يدعو ابن رشد إلى التكامل بين الدين والعقل، ويرى أن الفلسفة ضرورة عقلية لفهم الوجود، مثلما أن الماء ضرورة بيولوجية لحياة الإنسان. من ثَمّ، منع الفلسفة ظلم فكري يؤدي إلى الجهل والتخلف، تمامًا كما أن منع الطعام يُؤدي إلى الهلاك.
الفلسفة، مثل غيرها من المعارف، قد تُستخدم في الخير أو الشر، لكن الواجب هو تعليمها وتوجيهها، لا قمعها.