⚠️ هذا مجرد نموذج مقترح للتصحيح من طرف SamaBac، ولا يُمثل التصحيح الرسمي الصادر عن مصلحة امتحانات الباكالوريا.
✅ تحليل موضوع الفلسفة:
هل يتم إشباع رغبتنا في المعرفة بشكل كامل من خلال العلم؟
✅ المقدمة:
الإنسان كائنٌ مفكر بطبيعته، يحمل في أعماقه رغبة لا تنتهي في المعرفة، يسعى إلى فهم ذاته والعالم من حوله. وقد اعتُبر العلم، عبر العصور، أداة فعالة لبلوغ المعرفة الدقيقة والمنظمة. لكن هل يستطيع العلم وحده أن يُشبع هذه الرغبة المعرفية إشباعًا كاملاً؟ أم أن في النفس الإنسانية شوقًا يتجاوز حدود العلم ومجاله؟
من هنا تبرز الإشكالية الفلسفية: هل العلم قادر على تلبية كل حاجياتنا المعرفية؟ أم أن الإنسان يظل يتطلع إلى معرفة أوسع وأعمق تتجاوز الإطار العلمي؟
للإجابة على هذا السؤال، سنُبين أولًا أن العلم يُلبي جزءًا كبيرًا من رغبتنا في المعرفة، ثم نُظهر حدوده، وأخيرًا نُناقش ما إذا كانت هذه الرغبة قابلة للإشباع أصلًا.
🧠 العرض:
I. العلم يُحقق إشباعًا عقلانيًا ومنهجيًا لرغبتنا في المعرفة
-
العلم يقدم معرفة دقيقة، منظمة، قابلة للتجربة والقياس.
-
العقل العلمي يطوّر المعرفة ويصححها باستمرار، ما يُشبع رغبة الإنسان في الفهم الموضوعي.
-
حقق العلم إنجازات مذهلة في تفسير الظواهر الطبيعية والكونية والإنسانية.
📌 مثال: نظرية النسبية لأينشتاين، التطورات في علم الجينات، الفضاء، الذكاء الاصطناعي.
📚 مرجع: ديكارت يرى أن العقل المنهجي والعلمي هو الطريق الأمثل للوصول إلى المعرفة اليقينية.
II. لكن العلم لا يستطيع تلبية كل أشكال الرغبة المعرفية
-
هناك أسئلة وجودية وأخلاقية وميتافيزيقية يعجز العلم عن الإجابة عنها (معنى الحياة، الغاية من الوجود، ماهية الروح).
-
العلم يعتمد على ما هو مادي وقابل للملاحظة، في حين أن الإنسان يسعى إلى معرفة تتجاوز المحسوس.
-
العلم لا يُشبع الجانب الوجداني والروحي من الرغبة الإنسانية في الفهم.
📌 مثال: لا يستطيع العلم وحده أن يُفسر الجمال الفني أو الحب أو الإيمان.
📚 مرجع: الفيلسوف « إيمانويل كانط » يرى أن هناك حدودًا للعقل العلمي، وأن هناك مجالات تتجاوز التجربة العلمية مثل الحرية، الله، الخلود.
III. الرغبة في المعرفة غير قابلة للإشباع الكامل
-
الرغبة في المعرفة هي رغبة لا نهائية، تتجدد مع كل اكتشاف.
-
كلما ازداد الإنسان علمًا، ازداد جهله بما لا يعرفه.
-
يقول سقراط: «أعلم أني لا أعلم شيئًا»، ما يُشير إلى أن المعرفة الحقة تبدأ بالاعتراف بالجهل.
📌 مثال: رغم التطور العلمي الكبير، ما زال الإنسان يطرح نفس الأسئلة الوجودية منذ آلاف السنين.
✅ الخاتمة:
يتضح أن العلم يُساهم في إشباع جزء كبير من رغبتنا في المعرفة، من خلال تقديم تفسيرات دقيقة ومنظمة للواقع. لكنه لا يستطيع أن يُرضي جميع أبعاد هذه الرغبة، خصوصًا تلك المرتبطة بالروح، والمعنى، والقيم. بل إن هذه الرغبة تظل مفتوحة على ما لا نهاية له، وتُعبّر عن عمق التوق الإنساني للمعرفة الكلية. ومن ثمّ، لا يمكن للعلم وحده أن يُشبعها بشكل كامل.